( و ما أبريء نفسي) قول جاء على لسان امرأة العزيز ، و هو مبدأ عظيم ، و في اعتقادي أن افتقاد مثل هذا المبدأ أدى لمصائب لا حصر لها ، فقلما نجد في زماننا هذا من يتهم نفسه بالخطأ أو النقص أو الزلل بينما نجده يكيل ذلك لمن حوله و في كل الاتجاهات و كأنه هو المعصوم ! و بتنا نشاهد في هذا الصدد ما يضحك و ما يبكي ! فتجلس في مجلسٍ فترى من يتحدث عن المتهورين في قيادة السيارات و هو منهم و من يتحدث عن قلة الأمانة لدى الناس و هو من أقلهم أمانةً و من يذكر جور الحاكم و هو لا يخاف الله فيمن ولاه الله عليهم من أهل أو موظفين أو عمال ، و من يذكر أخطاء المصلين في ترك بعض السنن و ارتكاب بعض المكروهات و هو يخطئ في أركان الصلاة ، و هكذا و هكذا الكثير من هذه المظاهر .
فمن العجيب مثلاً أن تعرف عدداً كبيراً من الأشخاص تحدث لهم حوادث مرورية و كلهم ـ بنسبة 100 % ـ يقولون إن السائق الآخر هو المخطيء ، فترد عليهم ـ ببراءة ـ إذا لماذا أصلحت سيارتك بنفسك و لم تأخذ منه بدلاً عن ما أحدث من تلفيات في سيارتك فيرد عليك ( سامحته لوجه الله ) أو ( العوض ما هو زين ) !!!
و أنا لا أذكر مثل ذلك من باب المبالغة بل من باب أنك تعرف هؤلاء جيداً و تعرف حياتهم بكل تفاصيلها .
متى .. متى ..
متى نجد الموظف إذا ذكر تعسف المدير و تذمر المراجع و كثرة الأعباء يقول : و أنا مقصرٌ كذلك و لا أؤدي عملي على الوجه الأكمل و أخرج مبكراً و أمضي الكثير من الوقت في الضحك و الكلام التافه .
متى نجد المعلم إذا ذكر سوء الأنظمة و تحامل الإدارة و الوزارة و ضعف الطالب و قلة التربية يقول : و أنا كذلك قد قصرت في تدريسي و سرقت من الحصص و تباطأت في الأداء في الصف و لم أكمل المنهج .
و متى نرى الحاكم إذا اشتكى تطاول الرعية و القذف و السباب منهم يقول : و أنا أجور في الحكم أحياناً كثيرة و أظلم و أعلم أنني أظلم و تظلم بطانتي .
و متى نرى الرعية إذا اشتكت من ظلم راعيها و جبروته و طغيانه تقول بلسانٍ واحد : و نحن لا يؤدي كلٌ منا دوره كما يرضي الله بل أننا نظلم نحن من ولانا الله عليهم ممن هم تحتنا .
و متى نعلم كلنا عندما نشتكي من ظلم أو كوارث أو نقص من الأموال أو الأنفس أو الثمرات أو غلاء أو مرض أو ضيق أو بلاء أن { مَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } فيعمل كلٌ منا على إصلاح نفسه قبل كل شيء .
و متى .. و متى .. و متى ..
صدقوني لو استشعر كل واحدٍ منا تقصيره و خطأه و عمل على تهذيب نفسه من منطلق ( ابدأ بنفسك و انهها عن غيها ) سوف يتغير فينا الشيء الكثير .و أخيراً .. فإنني لا أبريء نفسي ..
فمن العجيب مثلاً أن تعرف عدداً كبيراً من الأشخاص تحدث لهم حوادث مرورية و كلهم ـ بنسبة 100 % ـ يقولون إن السائق الآخر هو المخطيء ، فترد عليهم ـ ببراءة ـ إذا لماذا أصلحت سيارتك بنفسك و لم تأخذ منه بدلاً عن ما أحدث من تلفيات في سيارتك فيرد عليك ( سامحته لوجه الله ) أو ( العوض ما هو زين ) !!!
و أنا لا أذكر مثل ذلك من باب المبالغة بل من باب أنك تعرف هؤلاء جيداً و تعرف حياتهم بكل تفاصيلها .
متى .. متى ..
متى نجد الموظف إذا ذكر تعسف المدير و تذمر المراجع و كثرة الأعباء يقول : و أنا مقصرٌ كذلك و لا أؤدي عملي على الوجه الأكمل و أخرج مبكراً و أمضي الكثير من الوقت في الضحك و الكلام التافه .
متى نجد المعلم إذا ذكر سوء الأنظمة و تحامل الإدارة و الوزارة و ضعف الطالب و قلة التربية يقول : و أنا كذلك قد قصرت في تدريسي و سرقت من الحصص و تباطأت في الأداء في الصف و لم أكمل المنهج .
و متى نرى الحاكم إذا اشتكى تطاول الرعية و القذف و السباب منهم يقول : و أنا أجور في الحكم أحياناً كثيرة و أظلم و أعلم أنني أظلم و تظلم بطانتي .
و متى نرى الرعية إذا اشتكت من ظلم راعيها و جبروته و طغيانه تقول بلسانٍ واحد : و نحن لا يؤدي كلٌ منا دوره كما يرضي الله بل أننا نظلم نحن من ولانا الله عليهم ممن هم تحتنا .
و متى نعلم كلنا عندما نشتكي من ظلم أو كوارث أو نقص من الأموال أو الأنفس أو الثمرات أو غلاء أو مرض أو ضيق أو بلاء أن { مَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } فيعمل كلٌ منا على إصلاح نفسه قبل كل شيء .
و متى .. و متى .. و متى ..
صدقوني لو استشعر كل واحدٍ منا تقصيره و خطأه و عمل على تهذيب نفسه من منطلق ( ابدأ بنفسك و انهها عن غيها ) سوف يتغير فينا الشيء الكثير .و أخيراً .. فإنني لا أبريء نفسي ..